حين يدلهم الليل، ويتوقف المطر عن السيل، أفكر وأتساءل : لم نحن في ويل؟
لماذا نظل نبكي على الأطلال ولا نتعلق بالآمال ونقول : هذا بالتأكيد هو المآل. ومع كل بزوغ هلال، تجد الحال هو الحال؛ تجدنا غارقين في الأوحال، وحتى دعاؤنا صار يوزن بالأرطال، أما دموعنا فتسكب على الرمال.
يولد أطفال ويموت أطفال، ونقول : أسنظل نمشي على نفس المنوال؟ أسنظل مجرد تماثيل صماء تلعب بها الحبال؟
كأننا في أدغال، نجري وراء غزال، يطول الوقت ولا نمسك به، ونكتشف أن ذلك كان مجرد خيال، وكل تلك أوهام حدثنا بها البال.
لانستطيع أن نتقدم للأمام ولو حتى مجرد خطوات كأن على ظهرنا جبالا أو أثقال، أو كأن الواحد منا كهل يحمل على كتفيه أحمالا وأحمال، يرى طريق التقدم والازدهار بعيد المنال، فيقول : مازالت أمامي أميال وأميال..
نمشي في زهو واختيال، ونتفاخر بالأقوال والأموال، ولا نهتم بالأفعال والأعمال، لأننا نظن الجد والعمل شيئا غير ذي بال
نهتم فقط بالعويل، على المصاب العليل، ونقول : مالنا من عديل
مابنا أصبحنا في هاته الحال؟ لانرفع أيدينا حتى للابتهال، ولا نسعى لإزالة الاحتلال، ننفعل من أوضاعنا أيما انفعال، لكننا نهمل أحوالنا أشد إهمال، ولا نريد لها التغيير أو الإبدال
بقلمي