أبناء الكآبة!!!!
نحن ابناء الكآبة وانتم ابناء المسرات نحن ابناء الكآبة والكآبة ظل لا يسكن في جواره القلوب اليابسة
نحن ذو النفوس الحزينة والحزن كبير لا تسعه النفوس الصغيرة
نحن نبكي ايها الضاحكون ومن يغسل بدموعنا مرة يظل نقيا الى نهاية الدهر ، انتم لا تعرفوننا اما نحن فنعرفكم انتم سائرون بسرعة مع تيار الحياة اما نحن فجالسون على الشاطئ نراكم ونسمعكم وانتم لا تسمعون صراخنا لإن ضجيج الأيام يملأ آذانكم اما نحن فنسمع اغانيكم لان همس الليالي قد فتح مسامعنا
نحن نراكم لأنكم واقفون في نور مظلم اما انتم فلا تروننا لأننا جالسون في ظلمة منيرة ، نحن نبكي لأننا نرو تعاسة المظلوم وشقاء اليتيم و انتم تضحكون لانكم لا ترون سوى ملذات الحياة . انتم تضاجعون الشهوات وعواطف الشهوات جرفت ألف موكب من النساء الى الهاوية، العار، الفجور، ونحن نعانق الوحدة و في ظلال الوحدة هناك مخلفات و قصائد و رويات . انتم ترافقون سيوف الواقع التي جرفت من وراءها انهار من الدماء ونحن نرافق الخيال ، و ايدي الخيال انزلت المعرفة من دائرة النور الأبدي .
نحن ابناء الكآبة وانتم ابناء المسرات و بين كآبتكم وسروركم عقبات صعبة المسالك ضيقة المعابر . نحن نحبكم و انتم تكرهوننا و بين الحياة وكرهنا يقف الزمان مختارا يناوبكم. نحن ندعوكم كالاصدقاء وانتم تهاجموننا كالاعداء وبين الصداقة والعداوة هفوة عميقة مملوئة بالدموع.
نحن نبني لكم القصور و انتم حفرون لنا القبور وبين جمال القصر وظلمة القبر تسير الإنسانية باقدام مشدودة . نحن نفرش لكم الطريق وردا وانتم تفرشوا طريقنا بالاشواك وبين اوراق الورد و اشواكها تنام الحقيقة نوما عميقا . اننا نحبكم وانتم لاتحبوننا .
نحن أبناء الكآبة والكآبة غيوم تمطر العالم خيرا وانتم ابناء المسرات ومهما تعالت مسراتكم فهي كأعمدة من الدخان تهددها الرياح ، فانتم تعيشون في ذاكرة الإنسانية كجتث هامدة فوق التراب لاتجد من يدفنها في ظل النسيان
لا تبخلو علينا بردودكم