الإرهاب مصطلح جديد، أصبح أكثر تداولا منذ حوالي سبع سنوات، ولكنه واقع معاش أكثر من ستين سنة بالشرق الأوسط ، يرتكب في حق شعب أعزل يأبى أن يرضخ للقوى الآثمة،قصف و غارات، مداهمات للمنازل و اعتقالات متوالية و سقوط شهداء و جرحى، صمود الفلسطينيين في وجه الصهاينة لم يكن إلا ثمرة تضحية الفدائيين والشهداء بأرواحهم في سبيل منح الحرية والحياة لشعب كامل.
(بغزة، بسوق شعبي يتجمع به ساكنة المدينة و القرى المجاورة، الناس يسارعون إلى توفير أكبر كمية ممكنة من الحاجيات و البضائع ، السوق لا يمتلئ إلا كلما سنحت الفرصة تبعا لخطر المداهمات المتكررة ومصادرة البضائع، وصعوبة نقلها … فجأة يأتي شاب مسرع)
الشاب: هيا أخلو المكان، الصهاينة آتون (على الفور يبدئ الناس بجمع حاجياتهم و يتم إبعاد النساء و الأطفال والشيوخ و لم يبق بالساحة سوى الشباب و الرجال)
الشاب الثاني: (يبدأ بالتكبير) الله أكبر..الله أكبر
( فيتبعه البقية بالتكبير)
زهيريلاحظ وجود طفل في حوالي سن الرابعة عشر فيقترب منه و يتحدث إليه) وجودك معنا يشكل خطرا عليك، الأفضل أن تحتمي بمكان آمن.
عمر:أفضل مكان للاحتماء هو ساحة القتال، فالمواجهة أأمن من الاختباء.. هكذا علمني أخي
زهير: وأين هو أخوك الآن؟
عمر: (يرفع رأسه إلى السماء) إنه مع أبي و عمي و صديقي عند الرحمان.
زهير:الله يتولاهم برحمته..اللهم اكتب لنا الشهادة مثلهم، قل لي ما اسمك؟
عمر: عمر.
(فجأة يسمع اقتراب صوت الدبابات و المدرعات، فيتعالى التكبير من جديد، يذهب البعض خلف الجدران و البعض خلف العربات استعدادا للمواجهة)
عمر: (يملأ يديه بالحجارة و يحاول الاقتراب من الجنود الإسرائيليين )اقتلوني إن شئتم، فإني أحيا في كل طفل و سيقاتلكم كما أقاتلكم.
زهير: (ينادي عليه لكي يعود) عمر!..عمر! (لا يستجيب له، فيتبعه ليجلبه، إلا أن أحد الجنود صوب سلاحه على الطفل فأصابه برصاصة في صدره، يصل زهير إليه فيضع يده تحت عنقه ويطلب منه الصمود ) لا تخف، إنها إصابة بسيطة سأحملك الآن إلى المستشفى.
عمر: (يتحدث وهو مبتسم)لا داعي لذلك، فإني سألحق الآن بأخي و بقية أهلي.
(يصوب أحد الجنود على زهير، فيصاب في ذراعه اليمنى، لكنه يستمر بحمل عمر، آنذاك تقدم بعض الشباب و بدؤوا يرشقون الجنود بالحجارة، فخرج الجميع، الحجارة ضد الرصاص، مواجهة تبدو غير متكافئة إلا أن عزيمة المجاهدين رجحت كفتهم )
زهير: سأبعدك إلى خلف ذلك المنزل.
عمر: لا أرجوك دعني هنا، و اذهب لتنظم إلى رفاقك
(يسحب زهير يده من تحت رأسه برفق، فيحمل الحجر بيده غير المصابة ثم ينظم لرفاقه )
(تأتي مجموعة إضافية من الشباب و ينظمون إلى صفوف المجاهدين، يصاب بعض الجنود فيتراجعون لتتقدم الدبابات ، يسرع زهير إلى عمر ليبعده من أمام الدبابات ، فيجده قد أسلم الروح إلى المولى و بيده حجرة، فيقبل يده و يقبل جبهته ، ثم يحمله إلى ظل شجرة)
لتستمر المواجهة بين شعب يدافع عن حقه في الحرية ، و شعب يقتل من أجل أن يعيش.